احفظ الله يحفظك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

أخيتي ..

هل ترغبين بالأمان والاستقرار !

هل تطمحين بنيل السعادة الأبديّة !

هل يعتريكِ الخوف على الأهل والأحباب !

هل تشكين ضياع الرزق وتريدين المعونة !

هل تهابين شياطين الانس والجنّ وتخافين أذيّتهم !

هل ضاقت بكِ الأرجاء لتجدي نفسكِ هائمة في سراديب الخوف !



ــ احفظي اللـــــه يحفظكِ ــ

عن أبي العباس عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما، فقال : ( يا غلام ، إني أُعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سأَلت فاسأَل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأُمة لو اجتمعت على أَن ينفعـوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف ) . رواه الترمذي

نجد في قوله صلّى الله عليه وسلّم ( احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ) وصية جامعة ترشد المؤمن بأن يراعي حقوق الله تعالى
ويلتزم بأوامره ، ويقف عند حدود الشرع فلا يتعداه ، ويمنع جوارحه من استخدامها في غير ما خلقت له ،
فإذا قام بذلك كان الجزاء من جنس العمل ، مصداقا لما أخبرنا الله تعالى في كتابه حيث قال : { وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم } ( البقرة : 40 ) ،
وقال أيضا : { فاذكروني أذكركم } ( البقرة : 152 ) .


وهذا الحفظ الذي وعد الله به من اتقاه يقع على نوعين :

الأول : حفظ الله سبحانه وتعالى لعبده في دنياه ،
فيحفظه في بدنه وماله وأهله ، ويوكّل له من الملائكة من يتولون حفظه ورعايته ،
كما قال تعالى : { له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله } ( الرعد : 11 ) أي : بأمره ،

وهو عين ما كان يدعو به النبي صلى الله عليه وسلم كل صباح ومساء : ( اللهم إني أسألك العفو والعافية ، في ديني ودنياي وآخرتي وأهلي ومالي،
اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي،
وعن يميني وعن شمالي،وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي ) رواه أبو داوود و ابن ماجة ،

وبهذا الحفظ أنقذ الله سبحانه وتعالى إبراهيم عليه السلام من النار ،
وأخرج يوسف عليه السلام من الجُبّ ، وحمى موسى عليه السلام من الغرق وهو رضيع ،

وتتسع حدود هذا الحفظ لتشمل حفظ المرء في ذريّته بعد موته ،
كما قال سعيد بن المسيب لولده : " لأزيدن في صلاتي من أجلك رجاء أن أُحفظ فيك " ،
وتلا قوله تعالى : { وكان أبوهما صالحا } ( الكهف : 82 ) .

سبحان الله ! أخيتي إن حفظتِ حق الله عليكِ من الطاعة وحُسن العبادة تضمنين حفظ الله لكِ لأبعد حدود ! فالحمد له سبحانه وتعالى الكريم بعطائه الرحمن الرحيم ..

الثاني : حفظ الله للعبد في دينه ، فيحميه من مضلات الفتن ،
وأمواج الشهوات ، ولعل خير ما نستحضره في هذا المقام :
حفظ الله تعالى لدين يوسف عليه السلام ، على الرغم من الفتنة العظيمة التي أحاطت به وكادت له ،
يقول الله تعالى في ذلك : { كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين } ( يوسف : 24 ) ،
وتستمر هذه الرعاية للعبد حتى يلقى ربّه مؤمنا موحدا .

------------------

لكن كيف تحفظين الله ليحفظكِ !

احفظي الله في إيمانكِ >> فاعبديه بإخلاص وطهّري قلبكِ من درائن الشرك

احفظي الله في شعائره >> فاستقيمي على إقامة وأداء أوامره واجتناب نواهيه

احفظي الله في بصركِ >> فلا تقلِّبي البصر فيما حرَّم الله ، ولا تتبَّعي به عورات المسلمين

احفظي الله في سمعكِ >> فلا تسمعي به ما حرَّم الله تعالى ، ونزهه عن كلِّ ساقطٍ وقبيحٍ

احفظي الله في فرجكِ >> فأحذري الفواحش ودواعيها ،
وكلّ ما يؤدي إليها من منظورٍ ومقروءٍ ومسموعٍ ،

احفظي الله في عقلكِ >> فلا تُغطِّيه بالمسكرات ولا تحجيه بالمخدرات ولا تتلفيه بالخمور

احفظي الله في قدمكِ >> فلا تمشي إلى حرام ،
ولا تخطي بها إلى خطيئة

احفظي الله في بطنكِ >> فلا تأكلي أموال النَّاس بالباطل ،
ولا تُغذيه إلاَّ بطريق مباح وسبيل حلال

احفظي الله في لسانكِ >> فإنه صغير الـجِـرم عظيم الـجُـرم ،
فقد أوكل الله بكِ شهوداً لا يفارقونك ولا يُغادرونك ويكتبون ما تقولي

احفظي الله في أهلكِ >> ( من والدين أو زوج وذرية )
أحسني إليهم واسعي لبرّهم ولا تجلبي لهم الذلّة والمهانة


فإن حفظتِ الله يا حبيبة يحفظكِ في العاجلة والآجلة ، وفي الدين والدنيا
ويحفظ قلبكِ من كلِّ شبهة وشهوة ، وعقلكِ من أيٍ شكٍ وحيرة .
ويحفظكِ من كلِّ عادٍ وصائل ، وغادرٍ وفاجر ، ومن شرِّ كلِّ ذي شر .


وأخيـــــراً نقول لكِ :

افتحي أخيتي صفحة جديدة نقية من حياتك وعليكِ بالتوبة الصادقة
والعزم على عدم العودة إلى الخطأ ، مع الندم على ما مضى من المعصية
ومن ثمّ الإقلاع عنها لتري الحياة بأبهى حللها ولتنعمي بالسعادة والامان والاطمئنان ..

ارجعي إلى قلبك الطاهر انهضي فتوضئي وصلي ركعتين ابكي على ذنوبك وتقصيرك في حق ربك ..

وبعدها استمعي للبشارة من الغفور الرحيم ..
قال تعالى: " إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما "


تحياتي
رشـــــــــــــــــــــــــــــــــــا