ثم تزوج زينب بنت خزيمة بن الحارث القيسية من بني هلال بن عامر ، وتوفيت عنده صلى الله عليه وسلم بعد ضمه لها بشهرين ، وكانت تسمى أم المساكين لكثرة إطعامها للمساكين رضي الله عنها
ثم تزوج أم سلمة هند سلمة بنت أبي أميه بن المغيرة القرشية المخزومية وقيل هي آخر نسائه موتا ، وقد توفيت سنة اثنين وستين للهجرة ، ودفنت في البقيع ، وقد تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم في السنة الرابعة من الهجرة
ومن خصائصها : أن جبريل دخل على النبي صلى الله عليه وسلم ، وهي عنده فرأته في صورة دحية الكلبي ، ففي صحيح مسلم عن أبي عثمان قال : (( نبئت أن جبرائيل أتى النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أم سلمة قال : فجعل يتحدث ثم قام فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأم سلمة من هذا ؟ ) صحيح مسلمثم تزوج زينب بنت جحش من بني أسد بن خزيمة ، وهي ابنة عمته أميمة بنت عبد المطلب ، وكانت قبل عند مولاه زيد بن حارثة ، فطلقها فزوجها الله إياه من فوق سبع سماوات وأنزل عليه ، ( فلما قضى زيد منها وطرا زوجنكها )) الأحزاب (37) ، فقام عليها بلا استئذان ، وكانت تفخر بذلك على سائر أزواج رسول الله وتقول : (( زوجكن أهاليكن ، وزوجني الله من فوق سبع سموات ))
وهذا من خصائصها ، توفيت بالمدينة المنورة سنة عشرين ، ودفنت بالبقيع وهي أول نسائه لحوقا به بعد موته عليه الصلاة والسلام ،
فعن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله : (( أسرعكن لحاقا بي أطولكن يدا ، قالت : فكانت أطولنا يدا زينب لأنها كانت تعمل يدها بيدها وتتصدق )) رواه مسلم
وتزوج جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار المصطلقية ، وكانت سبيت في غزوة بني المصطلق ، فوقعت في سهام ثابت بن قيس ، فكاتبها ، فقضى رسول الله كتابها وتزوجها سنة ست من الهجرة ، وتوفيت سنة ست وخمسين .
ومن فضائلها : أن المسلمين أعتقوا بسببها مائة أهل بيت من الرقيق ، وقالوا : أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم) رواه أحمد في مسنده
وكان هذا من بركاتها على قومها .
** ثم تزوج أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان صخر بن حرب القرشية الأموية ، وقيل اسمها هند ، تزوجها وهي ببلاد الحبشة مهاجرة ، وأصدقها عنه النجاشي أربعمائة دينار ، وسيقت إليه من هناك ، وماتت في أيام أخيها معاوية بن أبي سفيان .
** وتزوج في السنة السابعة صفية بنت حيي بن أخطب سيد بني النضير من ولد هارون بن عمران أخي موسى عليهما الصلاة والسلام ، فهي ابنة نبي وعمها نبي وزوجها نبي ، وكانت من أجمل نساء العالمين ، وكانت قد صارت له من الصفي أمة فأعتقها وجعل عتقها صداقها ، وهذا من خصائصها رضي الله عنها
** ثم تزوج ميمونة بنت الحارث الهلالية ، وهي آخر من تزوج بها ، تزوجها بسرف ، وبنى بها بسرف ، تزوجها في السنة السابعة من الهجرة بعد عمرة القضاء ، وماتت بسرف سنة ثلاث وستين من الهجرة في أيام معاوية رضي الله عنها وعن الصحابة أجمعين
فهؤلاء نساؤه المعروفات اللاتي دخل بهن ، وهن إحدى عشرة امرأة ، وهن فقط أمهات المؤمنين رضي الله عنهن أجمعين
المصدر: من كتاب الجامع للبحوث والرسائل لعبد الرزاق بن عبد المحسن البدر