(((غلام قصة الأخدود)))

بسم الله الرحمان الرحيم

(قتل أصحاب الأخدود(4) النار ذات الوقود(5) إذ هم عليها قعود(6) وهم على ما يفعلون بالمومنين شهود(7) و ما نقموا منهم إلا أن يومنوا بالله العزيز الحميد ) سورة البروج من الآية 4 إلى 8

قصة أصحاب الأخدود

ذكرت هاته القصة في القرآن الكريم في سورة البروج كما وردت في كتب التاريخ وقد وقعت في اليمن الذي كانت تحكمه مملكة حمير و بالضبط في مدينة نجران التي كان يحكمها ملك اسمه يوسف بن شرحبيل المشهور باسم ذي نواس.
أما بطل القصة و هو غلام قصة الأخدود فيدعى عبد الله بن التامر و هو الغلام الشجاع الذي قهر الملك الظالم بالحق و الإيمان فصار من أعظم الرجال في التاريخ رغم انه فتى و بقيت قصته التي وقعت قبل سبعين عاما من مولد محمد (ص) عبرة في كل زمان و مكان و آية من آيات الله

طريق الغلام للإيمان بالله

كان للملك ذي نواس ساحر و لما تقدم السن بالساحر طلب من الملك أن يرسل له غلاما يعلمه السحر فبعث له الملك بغلام هو عبد الله بن التامر فصار عبد الله يذهب يوميا إلى الساحر و كان يمر في طريقه إليه براهب يعبد الله سبحانه وتعالى اسمه فيمون فأعجب عبد الله بكلام الراهب و أحبه حبا شديدا و أصبح يتساءل في نفسه من الذي على حق ؟ معلمه الساحر أم الراهب المتعبد؟
و بينما هو متوجه في احد الأيام إلى الساحر وجد في طريقه حية عظيمة تمنع الناس من المرور فامسك حجرا و قال اللهم إن كان أمر الراهب حقا فاقتل هاته الحية ثم ضربها فماتت فامن الغلام برب الراهب و أدرك أن أمره حق و سحر الساحر باطل و ذهب إلى الراهب و اخبره بإيمانه

الغلام يشفي المرضى بإذن الله

بعد أن آمن الغلام برب السماوات و الأرض منحه الله بركاته فصار يشفي المرضى بإذن الله فيرد البصر إلى الأعمى و السمع إلى الأصم و ما إلى ذلك
وحدث أن أصيب ابن عم الملك بالعمى و لما سمع بالغلام ذهب إليه عله يرد إليه بصره و احضر معه هدايا كثيرة
فقال له الغلام انه لا يشفي أحدا بل الله هو الذي بيده الشفاء لكل الأمراض فان امن بالله عاد إليه بصره و ما إن امن بن عم الملك برب العالمين حتى انعم عليه الله برد بصره
فلاحظ الملك أن ابن عمه شفي من العمى فقال له من الذي رد إليك بصرك فقال ابن عمه : الله فقال الملك : ألك رب غيري فقال ابن عمه: ربي و ربك الله فعذبه الملك عذابا شديدا حتى اقر أن الغلام هو من هداه للإيمان بالله فماذا حدث للغلام؟

الغلام في مواجهة طاغية يدعي انه الله

أمر الملك بإلقاء القبض على الغلام و لما وصل إلى مجلس الملك قال له : سمعت انك تشفي الناس من العمى فقال الغلام : أنا لا اشفي أحدا بل الله هو الشافي فقال الملك : ألك رب غيري فقال الغلام : ربي و ربك الله فعذبه الملك دون إشفاق على صغر سنه حتى اقر أن الراهب هو الذي هداه لكل هذا فأمر الملك بالقبض على الراهب فيمون
جاء الراهب و احضر الملك ابن عمه و الغلام و أمر الملك الراهب أن يكفر بالله و يقر أن الملك هو الرب فرفض فأمر الملك أن يشق رأسه بالمنشار فكان أول الشهداء في سبيل الله
أراد الملك بهذا أن يخيف صاحبيه فأمر ابن عمه هو الآخر أن يكفر بالله و يعبده هو فثبت ابن عمه كذلك على الإيمان مثل الراهب فشق الملك رأسه بالمنشار و صار هو الآخر شهيدا في سبيل كلمة الحق أمام ملك لم يرع صلة رحم و قتل ابن عمه
ظن الملك أن الغلام لصغر سنه سيخاف و يكفر بالله لكن هيهات فقد أبى عبد الله إلا أن يكون كصاحبيه و قرر أن يصمد في وجه الملك ابتغاء مرضاة الله

معجزة غلام لا يموت

عندما رأى الملك إصرار عبد الله على البقاء مؤمنا برب العالمين أمر جنوده أن يذهبوا به إلى الجبل فان كفر بالله عفوا عنه و أن ظل مؤمنا أن يلقوه من أعلى الجبل و ظن الملك أن الموت و الحياة بيده ونسي أن الله هو الذي يحيي و يميت فأراد الله أن يري هذا الملك الطاغية انه لا إرادة في هذا الكون فوق ما أراد رب العزة
وصل الجنود بعبد الله إلى قمة الجبل و أمروه أن يكفر بالله عزوجل و يعبد الملك فرفض عبد الله فالقاه الجنود من أعلى الجبل و لم يمت لان الله حفظه ثم أمر الله الجبل أن يتحرك فتحرك و سقط الجنود كلهم صرعى
ذهب الغلام إلى الملك فسأله: هل كفرت بربك فقال الغلام: لا لم اكفر بالله فقال الملك : لما لم يلقك الجنود من الجبل فقال عبد الله: بلى القوني لكن الله حماني فلم أمت فقال الملك: فأين الجنود فقال الغلام : سقطوا من الجبل و ماتوا جميعا
أمر الملك جنودا آخرين أن يذهبوا بعبد الله في السفينة إلى البحر فان كفر بالله أعادوه و إلا أغرقوه في البحر
أبحر الجنود بعبد الله و أمروه أن يعبد الملك و يكفر بالله فرفض فالقوه من السفينة فنجاه الله و اغرق السفينة و هلك الجنود جميعا فلما عاد عبد الله إلى الملك عرف أن الغلام لم يكفر بالله و أن الجنود وقع لهم ما وقع للذين قبلهم
و بدل أن يؤمن الملك بالله بعد أن رأى معجزاته بغلام لا يموت أبى و استكبر و بدا يفكر كيف يقتل الغلام بعد أن شاع خبره في المدينة و بدا الناس يتساءلون من الذي يحميه من الموت

يد الله فوق يد الملك

أحس الملك أن ملكه في خطر إن لم يقتل الغلام لان كذبه على الناس انه هو الرب الذي يجب أن يعبد قد بان بعد عجزه هو و جنوده عن قتل غلام حدث السن
و لان الملك كان قد اشتهر بأنه امهر رام للسهام في ذلك الوقت و كان سهمه لا يخطا هدفا اعتقد انه بمهارته سيتمكن من قتل الغلام بسهولة ليكشف للناس انه الرب و أن الغلام ما هو إلا كاذب فلا وجود للرب الذي يعبده الغلام و رغم علم الملك بان الغلام على حق إلا انه أبى إلى أن يتحدى رب العزة حفاظا على ملكه الزائل لا محالة
لذا جمع سكان مملكته جميعا في مكان معين و احضر الغلام و عذبه أمام الناس ليظهر قوته الزائفة مع غلام صغير لا حول له و لا قوة ثم ربطه في جذع شجرة و احضر الرمح و السهام
أطلق الملك سهما في اتجاه الغلام فانحنى السهم و لم يصب الغلام و حاول الملك مرة ثانية و ثالثة و عاشرة دون جدوى فأدرك الناس أن الملك كاذب في ادعائه انه هو الرب الذي يحيي و يميت و أن هناك يدا أقوى من يد الملك تقوم بحماية الغلام
فقال عبد الله للملك : إن أردت قتلي فقل بسم الله رب الغلام و صوب سهمك تجاهي تقتلني
فعل الملك كما قال الغلام و صوب سهمه فقتل عبد الله فصاح الناس جميعا آمنا برب الغلام آمنا برب الغلام و ضحى البطل الصغير عبد الله بن التامر بحياته في سبيل الله من اجل أن يؤمن أهل المدينة بالله عزوجل و لا يشركوا به أحدا فما فعل الملك بأهل المدينة ؟

نهاية قصة أصحاب الأخدود

و هكذا انتصر غلام صغير بالحق على ملك عظيم بجيشه و جنوده إلا انه على باطل وواجه الغلام الموت بكل شجاعة لقوة إيمانه و حبه الشديد لدخول الجنة التي وعد الله بها عباده المتقين
و بعد أن آمن أهل المدينة برب العالمين ثارت ثائرة الملك و أمر جنوده أن يحفروا أخدودا عظيما و يملئوه وقودا فمن عاد إلى الكفر بالله أعادوه ومن ظل مؤمنا بالله أن يلقوه في الأخدود دون رحمة أو شفقة و بعد عجزه عن إقناعهم بالكذب لجا بضعفه إلى القوة
لكن هيهات فقد ثبت أصحاب الأخدود على دينهم كما ثبت الراهب فيمون و ابن عم الملك و عبد الله بن التامر الغلام و فضلوا الموت على عبادة الخالق خيرا من العيش في عبادة مخلوق و ماتوا كلهم شهداء في سبيل الله و قد ذكر رب العزة بطولتهم العظيمة في كتابه الكريم في سورة البروج و قد وعدهم الله بجنة عرضها السماوات و الأرض بينما عاقب الله الملك الظالم بان هاجم جيش الحبشة مملكته و دمرها عن آخرها و له عقاب أشد بكثير في الآخرة
و في رواية أن امرأة من أصحاب الأخدود خافت أن يلقيها الجنود في النيران فنطق ابنها الرضيع قائلا : اثبتي يا أماه فانك على الحق في معجزة أخرى من معجزات رب العالمين

مشكورة مريم

بارك الله فيكي

شخصية اسلامية رائعة

::z::

مشكورة اختى العزيزة على موضوعك الرائع دة

سلمت يداكى

بارك الله فيكى

وجزاكى الله كل خير

لكى منى كل تقدير واحترام

تقبلى تحياتى ومرورى

***(((جناب الكومـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاندا المهم)))***

شكرا ادمن

جزاكي الله كل خير علي المرور الرائع

شكرا جناب الكوماندا المهم

بارك الله فيك

::z::

***(((غلام قصة الأخدود)))***

(((غلام قصة الأخدود)))