مالي إذا نظرت إليك امتلأت رعبًا!!!؟

مالي إذا نظرت إليك امتلأت رعبًا!!!؟

قال المحققون من مؤرخي التاريخ الإسلامي والمتصدون لتحليل الظواهر الاجتماعية والسياسية في تاريخ الأمة

إن آفة هذه الأمة على مر تاريخها تتمثل في الأمراء والفقهاء أو العلماء

فالعلاقة بينهما كما حددها شرع الله عز وجل قائمة على طاعة الله والنصيحة والجهر بالحق

و‘إعطاء كل ذي حق حقه’ فمتى ضل هؤلاء ؟ ضلت من بعدهم طبقات من الأمة وبالأخص العلماء والفقهاء الذين هم قبلة المسترشدين ومحط أنظار العالمين وقدوة للسائلين لذلك بصلاحهم ينصلح الناس وبفسادهم يفسد الناس،

ومتى كان العلماء طوع هوى الأمراء والحكام وأداة وألعوبة في أيدي الحكام يوجهونهم كيفما شاءوا وأصبح العلم وسيلة للاسترزاق يؤكل به على موائد الطغاة عندها فانتظر قيام الساعة ولعل بعض العلماء يخشى من سطوة الحكام فتأخذهم في الله لوم لائم ولهؤلاء نهدي هذا الموقف العجيب.

كان حماد بن سلمة من العلماء العباد العاملين بدينهم وعلمهم محاسبًا لنفسه لا يضيع لحظة من غير طاعة حتى أنه لو قيل له إنك تموت غدًا ما قدر أن يزيد في العمل شيئًا

يحكي لنا تلميذه مقاتل بن صالح هذا الموقف لشيخه فيقول

‘دخلت على حماد فإذا ليس في بيته إلا حصير وهو جالس عليه ومصحف يقرأ فيه وجراب فيه علمه ‘كتبه’ ومطهرة يتوضأ فيها فبينما أنا عنده جالس دق داق الباب

فقال ‘يا صبية اخرجي فانظري من هذا؟

فقالت: رسول محمد بن سليمان أمير الكوفة

فقال: ‘قولي له: يدخل وحده فدخل فناوله كتابًا فإذا فيه ‘بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد بن سليمان إلى حماد بن سلمة أما بعد فصبحك الله بما صبح به أولياءه وأهل طاعته وقعت مسألة فإننا نسألك عنها والسلام’.

فقال حماد ‘يا صبية هلمي الدواة ثم قال لي ‘اقلب الكتاب والكتب’ أما بعد ‘وأنت فصبحك الله بما صبح به أولياءه وأهل طاعته إنا أدركنا العلماء وهم لا يأتون لأحد فإن كانت وقعت مسألة فأتنا وسلنا على ما بدا لك فإن أتيتني فلا تأتني إلا وحدك ولا تأتني بخيلك ورجلك فلا أنصحك ولا أنصح نفسي والسلام’.

فقال مقاتل بن صالح فبينما أنا عنده دق الباب

فقال يا صبية اخرجي فانظري من هنا

فقالت: محمد بن سليمان الأمير

قال حماد: ‘قولي له ليدخل وحده فدخل فسلم ثم جلس بين يديه

فقال له حماد بن سلمة سل صاحبك’.

فقال محمد بن سليمان ‘مالي إذا نظرت إليك امتلأت رعبًا؟

فقال حماد بن سلمة ‘إن العالم إذا أراد بعلمه وجه الله هابه كل شيء وإذا أراد أن يكتنز به الكنوز هاب من كل شيء’

فقال محمد بن سليمان ‘خذ أربعين ألف درهم تستعين بها على ما أنت عليه’

فقال حماد بن سلمة أردوها على من ظلمته بها’.

فقال محمد بن سليمان ‘والله ما أعطيك إلا ما ورثته عن أبي’.

فقال حماد بن سلمة ‘لا حاجة لي فيها أزوها عني زوى الله عنك أوزارك

قال محمد: فتقسمها أنت’.

فقال حماد :منعي إن عدلت في قسمتها أن يقول بعض من لم يرزق منها لم يعدل أزوها عني زوى الله عنك أوزارك.

ولا عزاء لعلماء السلطة وفقهاء السوء ولا نامت أعين الجبناء!!.