(أبدى استعداد القاهرة للاستجابة للانفتاح الأمريكي)

بسم الله الرحمن الرحيم

أبدى استعداد القاهرة للاستجابة للانفتاح الأمريكي
أبو الغيط لـ"العربية": مصر ترفض استخدام إيران للعرب كورقة ضغطأبدى استعداد القاهرة للاستجابة للانفتاح الأمريكي
أبو الغيط لـ"العربية": مصر ترفض استخدام إيران للعرب كورقة ضغط

أكد وزير الخارجية المصري أحمد ابو الغيط ان الإدارة الأمريكية الحالية منفتحة على مصر والعالم العربي, واستشهد بأن أول رئيس اتصل به أوباما عقب توليه مهامه كان هو الرئيس مبارك مما يؤكد رغبة الادارة الحالية في اتصال قوي ونشط بمصر وأنها تدرك إمكانيات وقدر مصر وأن مصر ستتجاوب مع هذه الإدارة بقلب مفتوح.

واشار أبو الغيط في حديث لقناة العربية أجرته معه في واشنطن التي يزورها حاليا للإعداد لزيارة الرئيس باراك أوباما لمصر إلى ان الادارة الأمريكية تدرك أنها تواجه موقفاً بالغ الصعوبة في المنطقة الممتدة من غرب آسيا حتى البحر المتوسط ولذا فإن أمريكا تدرك أن هناك مشكلة وأنه يجب السعي لحلها.

وتطرق ابو الغيط بإسهاب في حديثه للموقف المصري من إيران، مؤكداً رفض مصر للرؤية التي ترددت عن أن مصر والعرب يمكن أن يكونوا في معسكر واحد ضد إيران.

وأوضح أن مصر ترى أن استخدام القضية الطاقة النووية سلمياً حق للجميع، ولا يوجد ما يمنع دولة من تخصيب اليورانيوم لإنتاج وقود نووي لتشغيل محطات توليد الكهرباء.
وقال إن الموقف المصري من إيران يتلخص في شقين:

الشق الأول خاص بالسلوك الإيراني في الساحة العربية لأن إيران تتحرك في الإقليم لجمع أوراق ضغط لتؤثر بها في المواجهة مع الغرب وهذا مرفوض لأن العرب يجب أن لا يكونوا ورقة تستخدم في طرف ضد طرف آخر.

الشق الثاني هو ان مصر ضد وجود أسلحة نووية في الشرق الأوسط وبالتالي فإنه إذا ما دخل سلاح نووي جديد ولم يثبت بعد إن إيران قامت بذلك، ولكن إذا ثبت وجود برنامج نووي إيراني فإن مثل هذا البرنامج يمثل تهديداً للاستقرار في الشرق الأوسط لأنه سيدفع بأطراف جديدة للدخول في المجال النووي العسكري وسوف يمتص هذا التنافس قدرات الإقليم دون طائل.

وعن التساؤل عن أسباب انزعاج مصر رغم بعدها جغرافيا عن إيران, قال أبو الغيط إن إيران قريبة من دول الخليح وهم أخوة وأشقاء لمصر ويجب ان نتصدى للتهديد الإيراني.

وأضاف ان محاولة إمتلاك سلاح نووي ستهدد فكرة اخلاء الشرق الأوسط من اسلحة الدمار الشامل وتمثل تهديداً لكل الطاقات والقدرات التي نرغب في توظيفها للسلام والتنمية.

ورداً على سؤال أخير لـ"العربية" حول خلية حزب الله التي تم كشفها في مصر, قال ابو الغيط ان الموضوع قيد التحقيق والأمر متروك للقضاء. وإن المشكلة ان البعض يعطي لنفسه حقوقاً تتجاوز حقوق السيادة لأي دولة، وهناك دولة لا تسمح بذلك ويتوقف هذا البعض عن المحاولة، وهناك دول تريد استخدام اراضيها سواء رغبت ام رفضت.

وأضاف انهم يتعاملون مع مصر ومن المضحك ان يتصور البعض انه يستطيع ان يهزها بشكل أو بآخر.

"حل الدولتين"

وعن سؤال لـ"العربية" حول حول موقف أوباما من صياغة تصور لعملية السلام , قال أبوالغيط ان الرئيس مبارك كلف المسؤولين المصريين بتوجيه واضح بالتحرك سريعا مع هذه الإدارة لتحقيق حل الدولتين وانه لتحقيق ذلك يجب الابتعاد عن الحلول الجزئية والتحرك بنظام الخطوة خطوة لأن هذا سيؤدي للوقوع في أي فخ قد يقوم به طرف من الأطراف وانه يجب التحرك لإنهاء العملية بشكل كلي وإنه للوصول لذلك يجب على الإدارة الأمريكية ان تحدد بوضوح إطارا لتسوية نهائية تؤدي لتأكيد حل الدولتين وتحسم مسألة حدود الدولة الفلسطينية وحدود إسرائيل وهي حدود عام 1967.

وأوضح أنه يمكن التفاوض حول عمليات تبادل بالنسبة للأراضي التي بنيت على مستوطنات. وأكد ابو الغيط أن الادارة الأمريكية لديها اهتمام حقيقي بإطلاق عملية سلام، وأن مسؤولي الإدارة يعلمون أن أوباما مصمم على الحركة وأن المجتمع الأمريكي جاهز لجهد سلام حقيقي وأنه يعلم ان المصالح الأمريكية تتطلب هذه التحرك.

حول توقف أوباما بالسعودية قبل زيارته للقاهرة والتنسيق المصري السعودي قال أبوالغيط إن هناك تواصلاً وتنسيقاً مصرياً – سعودياً بين الرئيس مبارك والملك عبدالله وبين وزيري خارجية البلدين وبالتالي فإن الرسالة العربية ستكون واحدة والقضية هي في كيفية تعامل أمريكا مع مناورات إسرائيل.

وشدد الوزير المصري على ان المصالح الأمريكية أصبحت من الحساسية والصعوبة بما يفرض على أمريكا أن تتحرك بالفعالية المطلوبة.

وفي معرض إجابته عن المسؤول عن إجهاض جهود مصر لتشكيل حكومة وحدة فلسطينية, قال أبوالغيط إن على الفلسطينيين أن يدركوا أن أي فشل سيؤثر عليهم سلباً، وعلى القادة إدارك أن القضية ستضيع وإننا بذلك سنقدم ما بقي من فلسطين على طبق من ذهب لإسرائيل إذا استمر الانقسام، مشيراً إلى ان إسرائيل تسيطر الآن على 78% من مساحة فلسطين التاريخية رغم ان قرار التقسيم عام 1947 أعطى للفلسطينين 50 % ولليهود 50% ، وحان الوقت للعمل لمصلحة الشعب الفلسطيني، وإلا سوف تتهرب إسرائيل بدعوى عدم وجود شريك للسلام.

خطاب أوباما

وقال وزير الخارجية المصري ان الولايات المتحدة موجودة في الشرق الأوسط بقوات كبيرة في العراق وأفغانستان وبالتالي فإن الادارة الحالية تدرك ان هذه المشكلة تحتاج إلى تسويات وإن مصر تؤكد لهذه الإدارة أنه لكي يتحقق استرخاء في العلاقة بين أمريكا والعالم الإسلامي والولايات المتحدة يجب التحرك لتسوية فلسطينية عادلة وإن نشهد جهداً حقيقياً وليس مناورات ومراوغات.

ورداً على سؤال لـ"العربية" عما تردد توتر العلاقة بين مصر والإدارة الأمريكية السابقة بسبب قضايا الديمقراطية, قال أبو الغيط ان أجندة الديمقراطية هي أجندة مصرية بالأساس وأنه لا يوجد من يعارض حقوق الإنسان، مضيفا أنه تحدث مع وزيرة الخارجية الأمريكية عن بعض ما يكتب بشكل خاطئ عن مصر في الصحف الأمريكية، وأوضح انه فند تلك الادعاءات، مشيراً إلى انه سيكون برفقة الرئيس الأمريكي باراك أوباما عند زيارته لمصر نحو 3000 صحافي وأنه يطلب منهم جميعاً ان ينزلوا للشارع المصري ويتحدثوا للمصريين ويزورا أرجاء مصر ليروا كيف يعيش المصريون.

وأكد أبو الغيط ان الحكومة تسعى لرفع مستوى المعيشة والتعليم والصحة وتحقيق رفاهية المواطن.

واشار إلى انه كانت في السابق محاولات تدخل، مشدداً على ان التدخل في الشأن الداخلي المصري خطا أحمر لأن مصر دولة كبيرة وقديمة ولا تقبل ان يعلمها أحد دورساً، واستدرك قائلاً إنه إذا كانت لدى الجانب الأمريكي رؤية أو أفكار فسوف نستمع إليها.

وقال ابو الغيط انه لا علم لديه بأن وفداً من الناشطين المصريين سيلتقي وزيرة الخارجية الأمريكية، موضحاً انه لا توجد مشكلة لدى مصر في ان يلتقي الأمريكيون بمن شاؤوا، مشدداً على أن مصر دولة محورية وأنه إن كانت هناك مشكلة فمصر على استعداد للحديث بشأنها.

***(أبدى استعداد القاهرة للاستجابة للانفتاح الأمريكي)***

(أبدى استعداد القاهرة للاستجابة للانفتاح الأمريكي)