"دعا جحا بعض أصدقائه ليجلسوا معه ويتسامروا فوق سطح منزله. وبينما كان جحا وأصدقاؤه يتسامرون ويأكلون ويشربون ويحكي لهم جحا عن نوادره وحكاياته التي يحب أصدقاؤه سماعها. سمع جحا طرقا شديداً على باب منزله. فأسرع جحا ونظر من أعلى . فوجد رجلا غريباً لم يره جحا من قبل. فصاح به جحا: لماذا تطرق الباب بعنف هكذا؟ ماذ ا تريد؟ فأجابه الرجل: لا تؤاخذني يا سيدي. ولكن الأمر هام فأنزل لأحدثك. فصاح به جحا: أولا تستطيع أن تقول لي ما المسألة من مكانك هذا، فإن بيني وبينك ستين درجة من سلمي العالي. فقال الرجل: إنه أمر هام جدا. ولا بد من نزولك ! استأذن جحا قائلا: هناك أمر مهم يستدعي ذهابي. ولكن لن أغيب عنكم كثيراً. فقال أحدهم: قد تكون هناك مشكلة كبيرة وقد أُرسل اليك للأخذ برأيك فيها.
أسرع جحا بالنزول درجة درجة حتى اجتاز الستين درجة بعد أن تعب تعباً شديداً. وما أن وصل جحا الى باب بيته وفتح الباب حتى أرتمى على الارض قائلا بصوت لاهث: ماذا تريد يا أخي؟! فأجاب الرجل: جئت استعير حمارك يا سيدي. فأغتاظ جحا من الرجل ولكن بلع غيظه. فقال له: اتبعني أيها الرجل، وصعد جحا الدرجات الستين والرجل يصعد وراءه وهو يتصبب عرقاً حتى وصلا الى سطح الدار، وهنا التفت جحا الى الرجل وقال له: لقد بعته من شهور! فصاح به الرجل: ولماذا جعلتني أصعد ستين درجة قبل أن تجيبني؟! فأجابه جحا: ولماذا جعلتني أنزل ستين درجة ولم تخبرني ماذا تريد ؟"