بسم الله الرحمن الرحيم
أحبتى فى الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموت حقيقة نعرفها جيداً وهنا سوف نعرف انه حقيقة فالموت قادم
حقيقة الموت
إن الموت مصيبة قال تعالى:"فاصابتكم مصيبة الموت"
إلا أن الغفلة عن تذكره مصيبة أعظم ؛
فنسيان الموت يصيب القلب بالغفلة والقسوة ،
فمن أجل هذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم الأمة بالإكثار من ذكر الموت ،
فقال: " أكثروا ذكر هادم اللذات: الموت ".
وانطلاقا من اتباع سنة الرسول عليه الصلاة والسلام
ولان تذكر الموت يجعل القلب في حالة يقظة دائمة
فقد كان السلف رضي لله عنهم يكثرون من ذكر الموت،
هذا الربيع بن خثيم رحمه الله كان قد حفر في داره قبرا ينام فيه كل يوم مرات ،
يستديم بذلك ذكر الموت ، وكان رحمه الله يقول :
" لو فارق ذكر الموت قلبي ساعة لفسد."
" كل نفس ذائقة الموت " أى أن كل نفس يحب عليها أن تذوق الموت حتى نبى الله عيسى بن مريم الذى قال الله فيه " انى رافعك الى " والمقصود بهذا ان نبى الله عيسى رفع الى الله لينزل لكى يقتل المسيخ الدجال وهذا يرجع الى قبل الخليقة الى ان الله أول من خلق خلق القلم وقال له أكتب فكتب كل شئ وكتب جميع من فى الكون وبالأخص كتب جميع الناس منذ بدأ الخليقة الى حتى تقوم الساعة .
وهنا عندما ينزل نبى الله عيسى عليه السلام الى الارض سوف يظل بها أربعون سنة ثم يموت وايضا قد كذب من قال أن ادريس لم يمت بل مات وجاء معنى أيه " ورفعناه مكانا علياً " أنه مات فى السماء الرابعة وصدق الله العظيم حين قال " كل نفس ذائقة الموت " أن جميع من على الارض سوف يموت.
وجاء الموت فى القراءن فى أيات كثير قد ورد فى تفسير بن كثير تفسير
قوله عز وجل " وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد "
قول عز وجل وجاءت أيها الإنسان سكرة الموت بالحق أي كشفت لك عن اليقين الذي كنت تمتري فيه " ذلك ما كنت منه تحيد" أي هذا هو الذي كنت تفر منه قد جاءك فلا محيد ولا مناص ولا فكاك ولا خلاص وقد اختلف المفسرون في المخاطب بقوله "وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد" فالصحيح أن المخاطب بذلك الإنسان من حيث هو وقيل الكافر وقيل غير ذلك وقال أبو بكر بن أبي الدنيا حدثنا إبراهيم بن زياد سبلان اخبرنا عباد بن عباد عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبيه عن جده علقمة بن وقاص قال إن عائشة رضي الله عنها قالت حضرت أبى رضي الله عنه وهو يموت وأنا جالسة عند رأسه فأخذ غشية فتمثلت ببيت من الشعر: من لا يزال دمعه مقنعا فإنه لا بد مرة مدفوق قالت فرفع رضي الله عنه رأسه فقال يا بنية ليس كذلك ولكن كما قال تعالى "وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد" وحدثنا خلف بن هشام حدثنا أبو شهاب الخياط عن إسماعيل بن أبي خالد عن البهي قال لما أن ثقل أبو بكر رضي الله عنه جاءت عائشة رضي الله عنها فتمثلت بهذا البيت لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر فكسف عن وجهه وقال رضي الله عنه ليس كذلك ولكن قولي "وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد" وقد أوردت لهذا الأثر طرقا كثيرة في سيرة الصديق رضي الله عنه عند ذكر وفاته وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لما تغشاه الموت جعل يمسح العرق عن وجهه ويقول "سبحان الله إن للموت لسكرات" وفي قوله "ذلك ما كنت منه تحيد" قولان "أحدهما "أن ما ههنا موصولة أي الذي كنت منه تحيد بمعنى تبتعد وتتناءى وتفر قد حل بك ونزل بساحتك " والقول الثاني "أن ما نافية بمعنى ذلك ما كنت تقدر على الفراق منه ولا الحيد عنه وقد قال الطبراني في المعجم الكبير حدثنا مؤمل بن علي الصائغ المكي حدثنا حفص عن ابن عمر الحدي حدثنا معاذ بن محمد الهذلي عن يونس بن عبيد عن الحسن عن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مثل الذي يفر من الموت مثل الثعلب تطلبه الأرض بدين فجاء يسعى حتى إذا أعيا وأسهر دخل جحره وقالت له الأرض يا ثعلب ديني فخرج وله حصاص فلم يزل كذلك حتى تقطعت عنقه ومات" ومضمون هذا المثل كما لا انفكاك له ولا محيد عن الأرض كذلك الإنسان لا محيد له عن الموت وقوله تبارك وتعالى "ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد" قد تقدم الكلام على حديث النفخ في الصور والفزع والصعق والبعث وذلك يوم القيامة وفي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "كيف أنعم وصاحب هذا القرن قد التقم القرن وحنى جبهته وانتظر أن يؤذن له" قالوا يا رسول الله كيف نقول؟ قال صلى الله عليه وسلم "قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل" .
فإن الله يسمي الموت مصيبه فى قوله تعالى " والذين اذا اصابتهم مصيبه قالوا ان لله وان اليه وان اليه راجعون "
أحبتى فى الله الموت قادم لا محاله فمن عمل لهذا اللقاء
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" لا إله إلا الله إن للموت سكرات "
وجاء الموت فى القراءن قال تعالى(كُل النفس ذآئقة الٌمًوت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن الـنـــار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحيوة الدنيا إلا متاع الغرور(185)...)
(وليست التـوبة للذين يعلمون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت
قــال إني تـبت الـئـن ولا الذين يموتون وهم كفار أؤليك أعتقدنا لهم عذابـاً
أليماً(18)...)
( أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة وإن تصبهم
حسنة يقولوا هـذه من عند الله وإن تصيبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل
كل من عند الله فمال هـءلاء القوم لايكادون يفقهون حديثاً (78)....)
(*ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مزعماً كثيراً وسعة ومن
يخرج من بيته مهاجراَ إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره
على الله وكان الله غفوراً رحيماً)
(وهو القاهر فوق عبداه ويرسل عليكم حفظه حتى إذا جاء أحدكم
الموت توفته رسلنا وهم لا بفرطون(61)....)
(ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً أو قال أوحى إلى ولم يوح
إليه شيء ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله لو ترى إذ الظالمون في
غمرات الموت والملئكه باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون
عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن ءايته
تستكبرون(93)...)
(كل نفس ذآئقة الموت ونبلوكم بالشر و الخير فتنة وإلينا ترجعون(35)...)
( حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون(99)...)
(كل نفس ذائقة الموت وثم إلينا ترجعون (57)...)ومن الأحاديث في خطر الغفلة
حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"القلوب أوعية وبعضها أوعى من بعض فإذا سألتم الله عز وجل أيها الناس فسلوه
وأنتم موقنون بالإجابة فإن الله لا يستجيب لعبد دعاه عن ظهر قلب غافل".يقول ابن القيم:وأصل الشر الغفلة والشهوة..
قال تعالى:" وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً" [الكهف:28].
فهل ادركتم احبتنا خطر الحال الذي نحن عليه؟!؟وما سبب مرارة الواقع الذي نعيشه..!؟!؟
فيا من غره طول الأمل يا من قصر عن العمل..
لما كان استحضار العبد لبعض المعاني كذكر الموت يجعله دائما متيقظا مشمرا ،
بعيد عن غفلته التي قد تقتل قلبه..حرصنا هنا في هذا الركن على التذكير بما نستطيع جمعه من المعاني
والمواعظ المعينة على ايقاظ قلوبنا من سبات الغفلة
وجعلها يقظة منيرة بنور الايمان..
ولنستعد ليوم الرحيل فكلنا عما قريب ملاقيه..
فأنتبهوا أحبتى فى الله من عدم ذكر الموت
أسأل الله العلى العظيم أن يهون علينا سكرات الموت
وان يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال
__________________