بسم الله الرحمن الرحيم
أخوتي في الله
أشعر بما أنتم فيه من معاناة ، وإني لأعلم أن منكم من يستلطف هذه المعاناة أحياناً إلا أن القلق والشعور بالذنب يختلج القلوب مؤشراً صادقاً على الإحساس باستهجان هذه العلاقة وبغضها ، وأن منكم من يشعر بذلك و يعيش خداع الذات ، وآخرون يحملهم ذلك على استنكار تصرفاتهم وحساب أنفسهم ..... أليس كذلك ؟!
لنملأ قلوبنا ثقة بالله بأنه تبارك وتعالى أرأف بعباده من أن يأمرهم ما لا يستطيعون فعله ؛ أو ينهاهم عن شيء لا يستطيعون تركه ، فلقد قال الله تعالى (( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها )) ، فيا من أجريت علاقة محرمة مع تلك الفتاة فوالله إنك تستطيع التخلص من هذه العلاقة لأن الله ينهاك عنها ، والله لا ينهاك عن شيء لا تستطيعه . فهذا قول الله فهل ستصادمه ؟!
وأنت يا أخت الإسلام ... هذا قول الله وهو أصدق القائلين فلا أظنك تعارضينه .
فلا حظوا أيها الأعزاء .... أن هذا الخطاب موجه للتقيات العفيفات أبعد الناس عن لوثة المعاصي حتى نعلم حال بعض الفتيات اللاتي يتظاهرن بالثقة بأنفسهن ، فما هن إلا مغالطات لأنفسهن
و قال تعالى (( و لا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن )) أي على المرأة أن تمشي بهدوء حتى لا يسمع الرجال صوت خلخالها فيفتنون ، فإذا كان إظهار صوت الخلخال لا يجوز فكيف بصوت المرأة المصحوب بالتميع والتكسر والضحكات والهمسات وبذيء الكلام ؟!
ثم يأتي البعض ويقول بأنه حسن المقصد ، يجري المحادثة الشيطانية ويزعم بأنه سليم النية وطاهر القلب ولقد علّمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن ما في الباطن ينعكس على الظاهر ولا بد فأعطانا قاعدة جليلة فقال صلى الله عليه وسلم (( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب )) .
ولقد أودع الله سبحانه وتعالى شهوة في الجنسين ليميل كل إلى الآخر لحكم يعلمها الله منها التكاثر و حفظ النوع البشري ، وجعل هذه العلاقة يحددها ضابط شرعي وهو الزواج ، وحرم الزنا وكل الطرق الموصلة إليه من السمع والنظر . فقال تعالى (( ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا )) .
وقال تعالى: قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهم ويحفظن فروجهن
فأمر الله بقطع الطرق الموصلة للزنى ، والعلاقة المحرمة من محادثة الجنسين من الطرق الموصلة لذلك كما معلوم للجميع .
ومما يساهم في إيجاد الرغبة الملحة لتكوين العلاقة بين الجنسين بعد عدم الخوف من الله ومراقبته ما يكون من رؤية النساء في القنوات و المجلات وما يحدث من الاختلاط ، كذلك خروج بعض النساء إلى الأسواق متعطرات متبرجات ، تتكسر الواحدة منهن في الكلام مرتدية ما تسميها عباءة تكشف عن بعض مفاتنها . فتبدو في كلامها ومشيتها وزينتها وكأنها بغي تعرض نفسها .
وأيضاً ما يكتب في ساحات المنتديات و حوارات الشات والماسنجر يكتبون ويتحدثون ما كأن الله يعلم جهرهم وسرهم بل ونجواهم وما يكتمون ، وما كأنهم محاسبون على ما يعملون
قال تعالى (( أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ )) .
كذلك مما يغري ويرغب في تكوين تلك العلاقات : الاستماع إلى الغناء ، وأكاد أجزم بأنه لا يوجد من يستمع للأغاني إلا ويحدث نفسه بالنساء والزنى ، لأن الغناء رقية الزنى وبريده ، والداعي صراحة للفجور ، و لا يخرج موضوع الغناء غالباً عن إطار هذه العلاقة المحرمة ، من التغني بصفات المرأة ومحاسنها ، والمواعيد واللقاءات المظلمة ، وإظهار اللوعة والتحسر على فوات الفاحشة أو بنياتها ! .
وأخيراً .... تذكروا إخواني وأخواتي ... أن الدنيا مهر الجنة ، وأن الدنيا دار امتحان فطبيعي أننا سنرى أشياء مغرية ومفتنة ، ولو أن الله ما أودع فينا رغبة وشهوة لما أصبح لأحد منا ميزة عن الآخر ، ولكن الله جعلنا نرغب ونشتهي فإذا امتنع أحدنا لله ، خوفاً منه وطمعاً فيما عنده ، يكون هو الفطن الذي علم بأن هذا الدار إنما دار تحصيل ، والعاقل لا يبيع الجنة من أجل لذة تنقضي ويبقى إثمها وألمها وحسرتها ، ولكنه بعيد الأفق يعيش في الدنيا وقلبه معلق بالآخرة ونعيم الجنة حيث ما لا عين رأت ولا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر في أبد لا يزول ، قال الله تعالى :
(( وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون ))
اللهم احفظ بنات المسلمين
جزاكم الله كل خير