السياسى عضو فعال
عدد الرسائل : 139 تاريخ التسجيل : 24/01/2009 العمر : 40 العمل : صحفى رقم العضويه : 61 مزاجي : اعلام الدول : كيف تعرفت علينا : من مديره المنتدي احترام قوانين المنتدي :
| موضوع: هل تمكنا من ثقافة الحوار !!!!؟ السبت فبراير 28, 2009 4:23 pm | |
|
االحوار هي لغة جميلة تحمل من المعاني ذات الفضاء الرحب ما تحمله كل خلجات النفس الإنسانية التي تريد الخير للآخر لأن بناء النفس الإنسانية على أساس ثقافي حضاري يمكّنها من المجالسة الثقافية التي تريد للوطن ولأبناء الوطن الخير والعيش بأمان فكلما امتلكنا معلومات ثقافية للحوار تمكنا من القدرة على لغة التفاهم وتبادل الآراء فيما بيننا، ولعل التاريخ الماضي الذي جمع فئات المجتمع العراقي المختلفة في سجون الأنظمة القمعية التي حكمت العراق وخصوصا العقود الأربعة الماضية، حيث تجد الأفكار المختلفة داخل الزنزانة الواحدة بين الشيوعي والإسلامي المتدين والعلماني والمسيحي وغير ذلك من التوجهات التي أجمعت على وحدة التفاهم ولملمة المعانات والمواساة المتبادلة بين الجميع فكان حينها الوطن هو العنوان الرئيس في الحوار وليس الذات الشخصية أو الحزبية أو الدينية أو التمحور الفكري المقيّد وفي حينها كانت الصلابة التي يحملها هؤلاء تخترق جدران المعتقلات وتكسر إرادة السجّانين وتدحر عنجهيتهم وتجعل من نظامهم الحديدي نظاما هشّا لا يقوى على مواجهتهم ، حيث خرجنا من تلك الزنازين ونحن أقوى من الأقوياء تجمعنا لغة واحدة هي التحدي لذلك النظام العنصري المتوحّش فلماذا هنا كان الحوار فعّال وإيجابي وله صوته المسموع الذي يحتكم إلى العقل ليبني مستقبلا مشرقا للمحرومين الذين ينتظرون خارج القضبان،،، وفي اعتقادي أن هناك الكثيرين من الذين يتصدرون الحكم اليوم في العراق الجديد هم من أولئك السجناء المتحاورين فترة سجنهم . وعندما نكون في ساحات المواجهة وعلى وقعات الموت الذي قد يأخذنا في أي لحظة من هذه الحياة يكون حوارنا أيضا بتعقّل بعيد عن الصراخ والتأثيم في النيل من بعضنا البعض لأن الهدف المرسوم هدف سامي وكبير يجمعنا جميعا هو الوطن الذي كانت تصبو له أعيننا وتعشق العودة إليه لتستنشق هواء الحرية من بين أشجاره الشامخة. لقد تمتعنا كمجتمع مثقف داخل جامعاتنا ومراكزنا الثقافية وتحاورنا بكل علمية ولم يكن نقاشنا خارج عن حدود العقل والفهم والإدراك العلمي الذي كنّا نحاول أن نؤطّره في داخل أنفسنا وفي عقولنا لنتفق على أمر لا يمكن أن يختلسه النفاق وهو خدمة البلد والمواطنين داخل هذا البلد كنا نتسابق في الجامعات بشكل مثقف وحضاري دون استخدام الضرب تحت الحزام لأجل الوصول إلى الهدف على حساب الآخرين بل كنا غاية التمسّك بالحكمة والعقل السليم ونتألم على من يتخلف وراءنا لأن الرغبة في الركب العلمي أن يسير جميعا دون أن يتخلّف عنه أحد. كان الكبار منا يجلسون في المقاهي يتناوبون الحديث ما أن ينتهي الأول حتى يبدأ الثاني في حديثه وفي النهاية يخرجون متآخين دون التصادم مع بعضهم البعض وإن كان حديثا عابرا في مقهى لكنه أخوي ويحمل روح الحوار وثقافة الاستماع للآخر. إننا اليوم نفتقد إلى روح الحوار نفسه وإن لم تكن لدينا تلك الروح فلا يمكن أن نعتمد ثقافة تبادل الآراء والاستماع إلى الرأي الآخر حيث عبّأتنا السياسة في الوقت الحاضر حالة من التصدّع والصراخ والبوح بما هو خارج حدود التحاور والذي يجرّنا إلى لغة التخاطب التي تحتاج إلى صم الآذان لأن الحديث سوف لن يخلو من الكلمات الرديئة رداءة ناطقها. قد نكون اليوم بحاجة إلى أطراف أخرى للحوار وأن لا يقتصر حوارنا على اثنين مختلفين فلعلّ هذان الطرفان يفتقدان إلى حالة من سوء الفهم المطبق الذي تمارسه عقولنا عندما نريد أن نقصي الآخر عن طريقنا وهذا الأسلوب غالبا ما يؤدي إلى التباعد وأحيانا إلى نقل الحوار أن يكون دمويا ، لذلك من المؤكّد أننا بحاجة إلى طرف ثالث ورابع يغيّر من مستوى الحديث فلا يمكن بأي حال أن توصل ما في رأسك من أفكار من خلال البندقية أو من خلال التسقيط والتشهير فتلك لغة التحامل والاقتصاص. العراق اليوم يعيش ولسنوات عدّة قد مضت كان فيها الحوار غير مسموع على الإطلاق حيث الجميع يحاصص والجميع يحاول الاستحواذ قدر الإمكان والجميع يتحكم والجميع يفرض رأيه ورأي حزبه على الساحة السياسية والجميع يقول أنا من هو الأحق وانساق المجتمع لفترة من الزمن خلف تلك الأجندات ولكن اليوم أصبح الشعب العراق أكثر من ذي قبل مطالبا بلغة الحوار من أجل البناء والتقدّم ومطالبا بسعادته وسعادة أبناءه والنتيجة التي اقتنع بها أن الحياة لا يمكن أن تستمر بدون أن يتمتع المواطن بحسّ عال من ثقافة التحاور مع الآخر مهما اختلف معه لأن الله تعالى جبل الإنسان على ذلك فلماذا لا نحترم إرادة الخالق، بل حتى المجنون لو تصرّف بعصبية ووحشية فيمكنك أن تهدّئ من ثورته بكلمات بسيطة لا تخرج عن حوار هادئ معه. كشعب عراقي يريد أن يعيش بهدوء والذي برّر طلبه هذا هو الثقافة التي تمتع بها حينما خرج إلى مراكز الانتخاب المحلي ليستخدم ثقافة وحوار صناديق الاقتراع وعدم الانصياع إلى ثقافة التمترس الحزبي والولاء الأعمى دونما قيود وهي حالة مثلت الكثير من المعاني الثقافية التي يتمتع بها الشعب العراقي من الإدراك والوعي الفكري والإنساني الذي نحتاج إليه في بناء هيكلية المجتمع لتثقيفه على دولة يحكمها القانون والدستور والجميع يخضعون لهذا القانون دون أن نسمع صراخا عاليا يتمثّل بفرض رأيه أمام الشعب الذي لا يمكن أن يحميه أحد غير القانون. أنا أعتقد أن الطبقة التي تحتاج اليوم إلى ثقافة الحوار هي الطبقة السياسية العراقية وهذه الطبقة التي تمكّن منها نوع من ثقافة التفرّد والإقصاء والتآمر والتهديد والوعيد وإطلاق العبارات التي لا تخدم المصلحة الوطنية والتي تحاول تفتيت العراق وجعله حلبة من الصراع الثقافي ومحصّلته يكون الصراخ فيها صراخ الصم والبكم.
| |
|
MidoSiam عضو شرف
عدد الرسائل : 3056 تاريخ التسجيل : 17/11/2008 العمر : 40 العمل : Accountant رقم العضويه : 19 مزاجي : اعلام الدول : احترام قوانين المنتدي :
| موضوع: رد: هل تمكنا من ثقافة الحوار !!!!؟ الأحد مارس 01, 2009 2:09 am | |
| مشكور على الموضوع تسلم الايادي كل مواضيعك مهم بس انا فى رايى مسمى لغه الحوار انا ممكن اقول عليها عالم الحوار لانو عالم كبير وكل موقف وليه حوار | |
|
مريم عضو شرف
عدد الرسائل : 7104 تاريخ التسجيل : 14/12/2008 العمر : 40 العمل : محاسبة رقم العضويه : 42 مزاجي : اعلام الدول : كيف تعرفت علينا : صديق احترام قوانين المنتدي :
| موضوع: رد: هل تمكنا من ثقافة الحوار !!!!؟ الأحد مارس 01, 2009 4:14 am | |
| مشكور اخي السياسي موضوع مهم و ضروري فنحن نفتقد لغة الحوار و ادابه | |
|
السياسى عضو فعال
عدد الرسائل : 139 تاريخ التسجيل : 24/01/2009 العمر : 40 العمل : صحفى رقم العضويه : 61 مزاجي : اعلام الدول : كيف تعرفت علينا : من مديره المنتدي احترام قوانين المنتدي :
| موضوع: رد: هل تمكنا من ثقافة الحوار !!!!؟ الأحد مارس 01, 2009 4:23 am | |
| ميدو شكرا على مرورك وقراءتك للموضوع
وشكرا على رأيك
مريم شكرا على تواجدك بالموضوع | |
|