نصرة غزة .. البعد الغائب لدينا !
تدوينة هنا .. ومقالة هناك ..
حملة هنا .. وتفاعل هناك ..
مظاهرة هنا .. واعتصام هناك ..
هذا هو حال تفاعل الشعوب مع غزة .. إنهم يبذلون كل جهودهم من أجل نصرة غزة وأهلها الصامدون !
ولكن هناك بعدا غائبا عن هذه الشعوب .. بعدا غاب في زحمة الأحداث ! استحضره أهل غزة ولكننا نسيناه !
إنه البعد الإيماني للنصرة ! البعد الديني ! البعد الرباني !
ليسمح لي العلمانيين والماركسيين في هذه الكلمات .. وهي ليست موجهة لهم أو لأي أحد كان .. بل موجهة لي قبل كل شيء .. وموجهة لكل من يبحث عن نصرة أهل غزة ودعم المقاومة مهما كانت خلفيته الفكرية والثقافية !
القوانين الإلهية والسنن الكونية لا تتغير ولا تتبدل ! فهي كالمعادلة الرياضية الواضحة البسيطة (1+1=2) ومستحيل أن يتغير هذا الرقم !
ومن سنن الله في البشر .. قانون النصرة (إن تنصروا الله ينصركم) .. وهو ما تعرض له بالأمس الصقر خالد مشعل في خطابه الأخير .. وخاطب أهل غزة بأنهم نصروا الله في أنفسهم فنصرهم الله وثبتهم في هذه المعركة !
وهذا الأمر ينطبق علينا نحن من يبحث عن نصرة أهل غزة ومن يبحث عن شرف الالتحاق بالمقاومة في أي مجال من مجالاتها !
لقد نسينا قانون النصرة في أنفسنا .. وغابت عنا معاني إيمانية ومعادلات وقوانين إلهية في سِفر النصر والتمكين والتفوق والريادة !
لقد أخللنا بشرطة النصرة ولم ننصر الله في أنفسنا !
من الصعب أن أتخيل إنسانا يعصي الله طوال الليل .. ثم يأتي في الصبح يكتب تدوينة أو يتظاهر ويبكي من أجل غزة !
من الصعب أن يكون هناك إنسان يعيش حياة مليئة بالمعاصي والموبقات والفساد .. ثم يريد أن ينصر غزة ويبحث عن إمكانية الفعل فلا يجد ما يستطيع فعله !!
كيف نتوقع نصرا من الله في أوقات الشدة ونحن نسيناه في أوقات الرخاء !
معادلة النصرة واضحة جلية .. يستوي فيها جميع البشر بغض النظر عن خلفياتهم الفكرية .. فهي تخص كل مسلم .. وكلنا مسلمون نؤمن برب واحد وندين بدين واحد ورسولنا واحد ! وعليه فقانون النصرة ينطبق علينا جميعا !!
هل يظن بعضكم أن هذا الصمود وهذه المقاومة وهذه الشجاعة وهذا الصبر وهذا التحمل الذي يظهر في غزة الآن من أسود المقاومة .. قد أتى من فراغ ؟! أبدا والله ..
هذه الأسود لم تتحمل ولم تصبر على كل هذا إلا في ظل وجود طاقة إيمانية هائلة .. وفي ظل نصرة لله في النفوس كبيرة . .وفي ظل تربية إيمانية عالية .. وفي ظل حياة مليئة بالطاعات والإيمانيات !
اليد التي تمسك بالزناد الآن .. لم تثبت إلا بعد أن ذاقت حلاوة الصلاة والركوع والسجود !
هل تظنون أن هذه المعركة متوازنة وعادلة بحيث تصبر المقاومة كل هذا الوقت .. بل وتذيق العدو الألم والعذاب ؟! أبدا والله .. ما كان ليتم هذا لولا دعم الله ونصرة الله لهم .. وهذا أتى بعد أن نصروا الله في أنفسهم !
أتمنى ألا يغيب هذا البعد عنا ونحن نتخبط .. نبحث عن عمل ننصر فيه أهل غزة !
أتمنى أن نستحضر هذا القانون الإلهي العادل حين نبحث عن نصرة أهل غزة .. فالمعادلة لا تتحقق بطرف واحد !
رأينا معارك كثيرة .. ورأينا كيف هرب الجنود من الأيام الأولى ولم يصبروا أو يتحملوا ! مع أن السلاح كثير وقوي ومتوفر !
المعادلة الربانية تقول أن قوة عاصية تواجه قوة عاصية أخرى .. فالنصر للقوي ولمن يملك أسباب القوة .. اما قوة عاصية ضد قوة طائعة ربانية .. فالنصر حليف القوة الطائعة حتى لو كانت أقل عددا وأقل سلاحا و أقل في كل شيء ! لأنه في مثل هذه المعارك يتدخل البعد الإيماني والنصرة الربانية لقوم نصروا الله في أنفسهم !!
أنا لا أقلل ولا أتعامى عن تحرك بعض الدول الغربية والمجاميع البشرية هنا وهناك .. فهؤلاء ينطلقون من مبدأ نصرة المظلوم .. وهذا موقف مشرف منهم وموقف يعبر عن إنسانية ومروءة .. وما موقف تشافيز إلا موقف رجولي قل نظيره !
لكنني أطالب بوجود هذا البعد الإيماني لدينا نحن المسلمين وأصحاب القضية !
فهلا نصرنا الله أولا في أنفسنا قبل أن ننصر غزة وأهلها !
نقلا عن
http://qudsday.org/gaza/?p=16261****
بالطبع هناك الكثير من المخلصين الذين لا ولن تخلو منهم الأمة الإسلامية
والذين يسعون لنصرة غزة بكل ما يستطيعون تقديمه
يدفعهم إلى ذلك إيمانهم بنصرة المظلوم وأن تكون كلمة الله هي العليا
ولكن وجب التذكير لمن غفلوا عن هذا الأمر لعل الذكرى تنفع المؤمنين
****
اللهم احفظ أهل غزة ,, اللهم ارحم شهداءهم واشف جراحهم
وارزقهم الصبر والسلوان والثبات على الحق
اللهم احفظ المجاهدين وسدد رميهم وثبت أقدامهم وانصرهم على القوم الكافرين
اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل
اللهم وحد صفوفنا واجمع كلمتنا وردنا إليك ردنا جميلا